ما هي علاقة الإعلام بــــالاتصال :-
الإتصال (هو عملية يتم خلالها نقل وتبادل المعلومات أو الأفكار او الآراء أو الانطباعات بين طرفين أو أكثر سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بإستخدام وسيلة أو عدة وسائل وذلك بهدف الإعلام أو الدعاية أو الإعلان أو الإقناع أو التأثير العقلي أو العاطفي أو الايحاء بأفكار وإتجاهات وأهداف معينة) .
ويتطلب نجاح الاتصال مجموعة من المقومات هي :
1- فكرة واضحة تحدد تماماً في ذهن صاحب الرسالة .
2- قدرة هذا الشخص على نقل الفكرة بأسلوب واضح يعبر عنها .
3- استعداد الشخص الأخر لاستقبال الفكرة .
4- قدرة هذا الشخص على استيعاب المعنى المقصود .
5- قدرته على تنفيذ ماجاء بالرسالة .
6- عدم وجود عوائق تعترض الرسالة .
عناصر الاتصال :-
1- المرسل .
2- الرسالة .
3- الوسيلة .
4- المستقبل .
5- رجع الصدى .
وهناك خلط أحياناً في الأذهان بين الاتصال والإعلام مع أن هناك وسائل أو أشكال أو قنوات متعددة للإتصال ومنها الدعاية والإعلان والعلاقات العامة وأهم تلك الأشكال هو الإعلام .
والإعلام مشتق من أعلم أي نقل فهو يعني التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير وروحها وميولها واتجاهاتها في نفس الوقت .
والإعلام هو أهم قنوات الاتصال وأخطرها وأكثرها ذيوعاً وإنتشاراً ، والإعلام هو بمثابة الإبن للإتصال وقد طغت في بعض الأحيان شهرة الإبن على الأب لدى غير المختصين .
ماذا نعني بكلمة أمن ؟
ما هو مفهوم الأمن القومي ؟
ما هو مفهوم الأمن الجنائي ؟
ما هو مفهوم الأمن الاقتصادي ؟
ماذا نعني بالحس الأمني ؟
هل لايكون الإعلام أمنياً إلا إذا قام به رجال الأمن فقط أم هو أمني لمجرد أنه يتناول مواضيع أمنية أم هو أمني إذا تم عن طريق وسائل الاتصال غير المباشر؟
المفهوم الواقعي للإعلام الأمني يتطلب الإجابة على هذه الأسئلة .
كيف تفرق بين مفهوم الإعلام الأمني والعلاقات العامة الأمنية ؟
الإعلام وسيلة من وسائل العلاقات العامة وليس هدفاً لها.
هل الإعلام الأمني إخبار عام عن كل ما يتعلق بالأمن بواسطة وسائل الإعلام ؟
كيفية تحقيق اهداف الاعلام الامنى:-
إما بمبادرة من الجهات الأمنية .
بطريقة غير مباشرة تزويد أجهزة الإعلام بالأخبار والبرامج .
مفهوم الإعلام الأمني
الإعلام والأمن :
في الانجليزية يجمعون دائماً بين المفهومين Mass Media and Security (The effect of Media on security)
ومصطلح الإعلام الأمني عربي النشأة وارتبط الإعلام الأمني بمحاربة الجريمة والانحراف مما جعل مصطلح الإعلام الأمني أكثر التصاقاً بالإعلام الجنائي 0
تعود الكتابات الأولى لاطلاق مصطلح الإعلام الأمني إلى عام 1980م عندما استحدث احد الباحثين في اطروحته للماجستير هذا المصطلح والذي أسماه ) الإعلام الأمني ) . حيث ذكر في رسالته أنه استعمل مصطلح جديد لم يسبق تداوله وحصر مفهوم الإعلام الأمني في تلك الفترة على ( المجلات والنشرات وجميع الأنشطة الإعلامية التي تهدف إلى تحقيق الوعي الاجتماعي (
وبعد سنوات من بدء تناول المصطلح وانتشاره أصبح الإعلام الأمني مصطلح كثير التداول وعقدت له الندوات والمؤتمرات .
وعملت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على انتشار هذا المصطلح كما ساهمت في نشر العديد من البحوث والدراسات التي تعالج بشكل أو بأخر الإعلام الأمني .
وبالرغم من مرور 29 عاماً على مولد هذا المصطلح إلا أنه لم يحظ بالاهتمام المناسب حتى الآن .كما انه لا يزال يعد من المصطلحات الحديثة والتي لازالت تعاني من عدم الاستقرار .
وما يزال هذا المصطلح في مرحلة التأصيل والتمحيص العلمي .
وهنالك تعريفات كثيرة للاعلام الامني :ـ
يرى عجوة علي - في الندوة العلمية الخامسة والاربعين في عام 1997 م في القاهرة (الاعلام الامني المشاكل والحلول) ان الاعلام الامني هو (المعلومات الكاملة والجديدة والهامة والتي تغطي كافة الاحداث والحقائق والأوضاع والقوانين المتعلقة بامن المجتمع واستقراره التي يعد إخفاءها او التقليل من اهميتها نوعاً من التعتيم الاعلامي (.
- قصور هذا التعريف في انه ركزا فقط على الوظيفة الادراكية والتي ينبغي ان تتلوها وظائف اخرى وهي إثارة الاهتمام - والتقويم- التجريب واخيرا الممارسة او التبني الكامل للفكرة … ومثل هذا التعريف لا يكفي لتحقيق الاستقرار للمجتمع لان حالة الاستقرار تتطلب نوعا من السلوك واليغظة والتعاون بين الجمهور والاجهزة الامنية
وقد عرف ناجي ابراهيم مدير المكتب العربي للاعلام الامني سابقا الاعلام الامني بالآتي:-
(مختلف الرسائل الاعلامية المدروسة والتي تصدر بهدف توجيه الرأى العام لتحقيق الخطة الشاملة والتصدي للاسباب الدافعة لارتكاب الجريمة والتوعية باخطار الجرائم وارشاد المواطنين وتبصيرهم باساليب الوقاية من الجريمة وتنمية حسهم الامني واشعارهم بمسؤليتهم الجماعية عن مكافحة الانحراف والجريمة ونشر الحقائق عن الاحداث الامنية وابراز الوجه الحقيقي للاجهزة الامنية).
ومن هذا التعريف نلاحظ أن العمل الاعلامي يشتمل على ثلاث جوانب اساسية هي :ـ
1. التوعية .
2. حث الجمهور على مشاركة رجال الامن .
3. ابراز الجانب الايجابي للعمل الأمني.
وانطلاقا من تعدد اختصاصات الاعلام الامني فانه يتولى أيضا نشر المعرفة بين صفوف رجال الامن انفسهم
وتزويدهم بكل جديد في مجال تخصصاتهم واقامة المحاضرات والندوات وكل وسائل التوعية .
وفعالية الاعلام الامني تظهر على النطاق الداخلي على ثلاثة مستويات :ـ
1.على مستوى العاملين في اجهزة الامن .
2.على مستوى الجمهور (تفاعل)
3.على مستوى الرسالة اعلامية (يجب ان تتصف بالجاذبية والبساطة والقدرة الفائقة على الاقناع)
- وقد عرفه آخرون - بأنه ( النشر الصادق للحقائق والثوابت الأمنية والآراء والاتجاهات المتصلة بها بثاً لمشاعر الطمأنينة والسكينة في نفوس الجمهور من خلال تبصيرهم بالمعارف الأمنية وترسيخ قناعاتهم بأبعاد مسئولياتهم الأمنية وكسب مساندتهم في مواجهة مرتكبي الجرائم وكشف مظاهر الانحراف) 0
ونلاحظ أن هذا التعريف يبرز الأركان الأساسية للإعلام الأمني وهي :-
1- النشر الصادق للحقائق .
2- الإعلام الأمني لا يستطيع أن يحقق أهدافه بالاعتماد على وسيلة إعلامية محددة دون أخرى بل عليه أن يعمل على إحداث توازن بين شتى الوسائل الإعلامية .
3- تحليل المعلومات والكشف عن أبعادها من خلال عرض الاتجاهات وأراء المختصين والخبراء .
4- الغاية التي ينشدها الإعلام الأمني هي بث مشاعر الطمأنينة في نفوس الجماهير .
- 5العمل الإعلامي الأمني في الوطن العربي ما زال حكومي المصدر يرتبط بالسياسات المحلية .
ولرسم سياسة إعلامية أمنية تكتسب أهمية متزايدة من أجل معالجة المشاكل الأمنية التي تجابه البلاد – يتطلب ذلك توحيد السياسات والجهود الإعلامية لكافة المؤسسات الإعلامية الرسمية منها وغير الرسمية … ونستطيع من خلال تطوير الرسالة الإعلامية وتميزها أن نكسب ثقة المواطنين - ونعمل على تحصينهم ضد الجريمة .
- الإعلام الأمني أصبح ضرورة ملحة تقتضيها مستجدات العصر وحاجة ملحة تمليها التغيرات العالمية ..
وأصبحت هناك ضرورة لوجود إعلام أمني متخصص يتعامل مع كافة القضايا الأمنية بحذر ومصداقية وشمولية وعمق وهنالك الكثير من المشاكل التي تقف عقبة في سبيل تطور الإعلام الأمني ، منها الأمية - التخلف التقني نقص الإمكانات البشرية المؤهلة - التباين الثقافي .
الإعلام الأمني عندنا في السودان - حديث النشأة - قليل الإمكانات - غير واضح الأهداف … وهناك الكثير من المشاكل التي تقف حجر عثرة في تطوره منها على سبيل المثال :-
قصور الإمكانات البشرية والمادية .
قصور الهياكل .
الحرية الإعلامية .
مهام الإعلام الأمني :-
1/ وفقاً للمجال الجغرافي والبشري :-
أ/ مهام عامة :-
المستوى الدولي .
المستوى العربي
المستوى المحلي .
ب/ مهام خاصة :-
التوعية .
مكافحة الجريمة .
الدفاع .
محاربة الشائعات .
التعامل مع الأزمات .
2/ وفقاً للنوع :-
إعلام أمني مسموع .
إعلام أمني مرئي .
إعلام أمني مقرؤء .
اعلام امنى مندمج (مسموع – مرئى – مقرؤء )
المهام الدولية للإعلام الأمني :
واقع الإعلام الدولي هو إمتداد للمفاهيم والممارسات الاستعمارية التي كانت سائدة في الأوساط ( السياسية والاقتصادية والثقافية ) بالإضافة إلى السيطرة الثقافية والحضارية التي تسعى لاستعباد الأخرين والتقليل من شأنهم ووصفهم بالتخلف والإرهاب .
المتتبع لواقع الإعلام الغربي يتبين له النظرة الإستعلائية تجاه القضايا الإسلامية والعربية والتشويه المتعمد .
زادت هذه النظرة بعد أحداث 11-سبتمبر حيث تم تصوير المسلمين والعرب كمتوحشين وهمجيين ولا يعرفون من الحياة إلا القتل وسفك الدماء .
من حيث أن الإعلام العربي يردد ما تنقله الفضائيات العالمية والغربية عن الوطن العربي والمواطن العربي على أنها حقائق مسلمة مما يزيد من تعميق الشعور بالدونية .
المهمة الرئيسية التي يمكن أن يقوم بها الإعلام الأمني الأن هي ضرورة تجاوز مرحلة نقل الخبر إلى تحليل الأخبار وذلك لتحسين صورة المواطن العربي والمسلم .
المهمة الدولية للإعلام الأمني العربي تتحدد في إيجاد برامج موحدة تصنع بحرفية وعناية كاملة لتوجيه الرأي العام العالمي .
مهام الإعلام الأمني على المستوى العربي :
على المستوى المحلي للأقطار العربية فالمهام العامة للإعلام الأمني تختلف بإختلاف الاحتياجات والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية لكل قطر ، حيث أن الدول العربية وإن كانت تشترك في الكثير من الموروثات الثقافية إلا أنها تختلف بعض الشيء من حيث طبيعة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية ،أو على الأقل في حجم بعض المشكلات المنشترة وخاصة الثالوث العربي ( الأمية والفقر والبطالة ) .
وعليه فإن مهام الإعلام الأمني على المستوى المحلي القطري تتمثل في تعقب المشكلات المحلية وإبرازها وطرحها للرأي العام في سبيل البحث عن إيجاد حلول عملية لها .
مهام الإعلام الأمني المقرؤء :-
يمثل الإعلام الأمني المقرؤء مجالاً خصباً يمكن استثماره لنشر الوعي الأمني ومعالجة القضايا الاجتماعية والأمنية وتعد المجلات الأمنية إحدى القنوات الرئيسية لتحقيق ذلك الهدف ، وقد وجد من خلال التحليل لمواضيع هذه المجلات أنها لا تقتصر على المواضيع الأمنية فقط حيث تبين أن أكثر من نصف المواضيع المطروحة عبارة عن موضوعات عامة لا تمس احتياجات ومشكلات المواطن العادي أو الجمهور المحلي إذ لا تعدو أن كونها موضوعات مكررة أو قضايا أمنية لا تهم القاريء المحلي .
مهام الإعلام الأمني المسموع :-
يعد الإعلام المسموع الأكثر شيوعاً وفاعلية في الوطن العربي وذلك لسهولة اقتناء المذياع من قبل شرائح عديدة في المجتمع وإمكانية الاستماع لبرامجه في كل مكان .
نجد أن نجاح أو فشل الرسالة الإعلامية الأمنية الموجهة عبر الإذاعة يتوقف على أسلوب طرحها وطريقة قراءتها واختيار مضمونها بدقة متناهية حتى تحقق الهدف المنشود من التأثير .
الرسالة الإذاعية العربية تفتقر إلى العمومية فالبث لا يمكن التقاطه في كافة أنحاء الوطن العربي ، كذلك معظم المحطات العربية أحادية الإنتماء ، حيث أن معظم برامجها والرسائل الإعلامية التوعوية توجه غالباً للقطر الذي تنتمي اليه مما يجعلها ذات تأثير قطري محدود على شريحة بسيطة من سكان الوطن العربي .
وعليه فإنه يمكن تحديد مهمة الإعلام الأمني المسموع في الوطن العربي في إيصال الرسالة الإعلامية الأمنية التي تعالج بعض المشكلات الأمنية ذات الطبيعة القطرية أو القومية صوتياً عبر المحطات الإذاعية الفضائية العربية .
مهام الإعلام الأمني المرئي :-
بالرغم من أن الإعلام الأمني المرئي يمثل وسيلة استراتيجية هامة لنقل الرسالة الإعلامية الأمنية ، إلا أن استثمار هذه الوسيلة لا زال دون المستوى المطلوب ، فواقع الإعلام المرئي العربي يفتقر للكفاءة الإعلامية الأمنية في معالجة الظاهرة الأمنية وفي بعض الأحيان يقدم رسالة عكسية كتقديم المجرم كبطل ، ورجل الأمن بهيئة تبدو محدودة الخبرة والكفاءة والذكاء مما قد يدفع البعض للإعجاب بالمجرم والتعاطف معه وفقدان الثقة في رجل الأمن .
إضافة إلى ذلك فإن معظم الفضائيات العربية حينما تبث برامج توعوية أو برامج أمنية هادفة غالباً ما تضع تلك البرامج في أخر جدول البرامج أي أنها لا توضع في أوقات الذروة ، وحتى البرامج الأمنية المباشرة مع الشخصيات المهمة والتي تناقش قضايا أمنية في غاية الأهمية والخطورة تبث في أوقات متأخرة من الليل حيث يكون معظم المشاهدين نائمين ، ثم تقوم بإعاداتها في الصباح الباكر حيث يون معظم المشاهدون في أعمالهم .
هذا التجاهل الإعلامي يعيق المهمة الإعلامية الأمنية للإعلام المرئي والتي تتمثل في معالجة المشكلات والقضايا العربية على المستويين القطري والقومي من خلال العديد من البرامج الهادفة .
المهام المتخصصة للإعلام الأمني :-
تعد المهمة التوعوية للإعلام الأمني من أبرز الأمور التي يطلع بها الإعلام الأمني ، فالتوعية الأمنية تعد مطلباً رئيسياً في كافة المجتمعات الإنسانية .
وفيما يلي استعراض لبعض المهام التوعوية الخاصة ببعض المجالات :-
1/ التوعية بالأمن البيئي :-
يمثل المجتمع البيئي ركيزة أساسية لاستقرار أي مجتمع من المجتمعات وذلك لكون البيئة تمثل مصدراً أساسياً لكافة الاحتياجات الإنسانية ،والإخلال بها يمثل تهديداً مباشراً لحياة البشر ، من هنا تبرز المهمة الإعلامية الأمنية في ضرورة التوعية البيئية أو الإعلام الأمني البيئي الذي عرفه البعض بأنه ( ما تقوم به الجهات ذات العلاقة من أنشطة إعلامية وتوعوية بهدف المحافظة على سلامة البيئة وصونها من أي مخالفات وأضرار ) .
التوعية بالأمن المروري :-
تمثل المشكلات المرورية هاجساً أمنياً كبيراً في معظم المدن العربية الكبرى حيث تكثر الحوادث المرورية بصورة كبيرة ومتفاوتة بين الحين والآخر ، وتعد التوعية المرورية إحدى المهام الرئيسية التي يجب أن يطلع بها الإعلام الأمني التوعوي وذلك بهدف إيجاد وعي أمني مروري لدى كافة شرائح المجتمع .
التوعية بالأمن الثقافي :-
تأتي أهمية الأمن الثقافي من كونه يرتبط بكل أشكال الأمن فالأمن الثقافي العربي هو حالة دفاعية عن الوعي بالهوية والنضال ضد من يحاول زعزعة الوعي بهوية الإنتماء لاسيما في عصر العولمة الذي تداخلت فيه الثقافات وتقاربت المسافات وتبرز مهمة الإعلام الأمني في المحافظة على الهوية من خلال برامج محددة تشمل كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والإعلامية بهدف غرس قيم الوطنية والشعور بالإنتماء للثقافة العربية وتجسيدها في سلوك الاجيال .
مهام الإعلامي الأمني في مجال الدفاع :-
تعد قضية الدفاع عن القضايا الدينية والثقافية والاجتماعية للمجتمعات العربية ، إحدى أبرز المهام التي تقتضي الضرورة أن يضطلع بها الإعلام الأمني المعاصر وتنبع هذه الضرورة نتيجة لتعرض الثقافة العربية بكل أبعادها الدينية والاجتماعية لحملات تشويه متعمدة من قبل الإعلام الغربي الذي ينظر للعرب من منظور القوة والضعف مما نتج عنه علاقة غير متوازنة بين غرب متقدم ثقافياً ومهيمن عسكرياً وبين عالم عربي متشرزم ومتخلف لا يملك القدرة على تحقيق مصالحه الأساسية والدفاع عن أمنه ، مما جعلهم مادة إعلامية دسمة للإعلام الغربي يشكلها كيفما شاء ليقدمها لمشاهديه بالصورة التي يراها وغالباً ما تكون ممسوخة ومشوهة ، عليه لا بد من إيجاد إعلام أمني عربي قوي مضاد يبرز قوة الوطن العربي وأهميته في إحداث التوازن السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي على المستوى العالمي .
مهام الإعلام الأمني في مجال مكافحة الجريمة :-
تتمثل مهمة الإعلام الأمني في مجال مكافحة الجريمة في تبني السياسات التي تعالج السلبيات الإعلامية المتراكمة التي أفرزتها البرامج الإعلامية المتنوعة من ( أفلام وتقارير ومسلسلات والتي جعلت من الوسائل الإعلامية مدارس مجانية لتعليم الجريمة والترغيب فيها لا للتحذير منها .
المهام الرئيسية للإعلام الأمني في هذا المجال هو تصحيح هذه السياسات الخاطئة في الوسائل الإعلامية وذلك وفقاً لطرق علمية مدروسة ومقننة تهدف إلى غرس ضوابط ذاتية لدى المتلقين تنفر من الجريمة وتوعي بخطورتها .
مهام الإعلام الأمني في مجال محاربة الشائعات :-
تعد الشائعات من الأمور الخطيرة التي تعاني منها المجتمعات الإنسانية على مختلف مستوياتها الحضارية وذلك بتأثيرها الخطير على الرأي العام لا سيما أيام الحروب والأزمات الأمنية .
وتتمثل مهمة الإعلام الأمني في محاربة الشائعات في تتبع الشائعة ومعرفة أبعادها ومن ثم إبراز حيثياتها ودحض ادعاءاتها للمجتمع من خلال قنوات الإعلام المتعددة .
مهام الإعلام الأمني في مجال الأزمات :-
تنقسم الأزمات في أي مجتمع من المجتمعات إلى قسمين رئيسيين هما :-
أزمة داخلية .
أزمة خارجية .
الأزمات الداخلية تحدث نتيجة عوامل سياسية أو طائفية أو اجتماعية حيث يحدث بعض ا والتناحر والصراع بين أطياف المجتمع الواحد .
الأزمة الخارجية تكون نتيجة لعوامل خارجية مما يؤدي غالباً إلى تكاتف المجتمع داخلياً بمختلف فئاته لمحاربة الأزمة الخارجية والتغلب عليها .
وفي كلا الحالتين تبرز مهمة الإعلام الأمني كموجه رئيسي لحشد طوائف المجتمع لمواجهة الأزمة وذلك بالمساهمة في تقليص مساحات الخلاف الداخلي وزيادة إلفة المجتمع لتجاوز الأزمة الداخلية ، وكذلك زيادة الترابط الداخلي وتوجيه المجتمع للعمل كوحدة لمحاربة الأزمة الخارجية .
خصائص الإعلام الأمني :-
يتميز الإعلام الأمني بالخصائص التالية :-
1- المجال الأمني :-
هو الحياة الأمنية وقد أدت التطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية إلى تطور مفهوم الأمن ليصل إلى التبني الكامل لمفهوم الأمن الشامل ، وقد اتسع المجال الأمني بسبب تطور الحياة البشرية وما جد بها من ظواهر وأحداث .
2/ الموضوع الأمني :-
يتميز الموضوع الأمني بما يلي :-
موضوع حساس بسبب ارتباطه بوجود الفرد والجماعة وتعلقه بمصالحهم .
يعكس ويجسد جميع التطورات والتبدلات التي تحدث في مختلف جوانب الحياة .
متجذر في الواقع وفي المجتمع ويحتاج إلى قدر كبير من المعارف لفهمه واستيعابه ومن ثم معالجته .
مفتوح للنقاش لأنه يعني الجميع .
3/ الحدث الأمني :-
يتميز بالخصائص التالية :-
- الإيقاع السريع والحركة المفاجئة والتطور العاصف والمذهل
يتعلق بالجوانب السلبية في حياة الفرد والجماعة والمؤسسة .
تحاول الجهات المعنية بالحدث الأمني إخفاءه والتعتيم عليه.
مصادره في الغالب رسمية أو شخصية أو فردية تتميز بحرصها الشديد في تقديم المعلومات الخاصة به .
يمتلك قدراً كبيراً من الجاذبية والإثارة .
4/ الظاهرة الأمنية :-
تتألف من عناصر وعوامل متعددة ومتداخلة منها ما هو أمني صرف ومنها ما هو سياسي واقتصادي ونفسي وثقافي ، وأصبح ضرورياً تشخيص هذه الظاهرة الأمنية وتحليلها وفهم جميع عناصرها ومعرفة تفاوت قوة هذه العناصر .
والظاهرة الأمنية لا توجد من فراغ بل هي حصيلة سياقات اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية محددة وبالتالي لا يمكن فهمها ومعالجتها بمعزل عن هذا السياق الذي أنتجها وربما يعيد انتاجها .
5/ وسائل الإعلام الأمني :-
هناك ثلاثة أنواع من الوسائل :-
أ- وسيلة ذات طابع رسمي :-
تتميز بقدر كبير من الجمود والرتابة والنمطية في اختيار المواضيع والأحداث وأساليب معالجتها وطرق تقديمها وعرضها ، وتتميز باعتمادها على المصادر الرسمية .
ب- وسيلة ذات طابع تجاري :-
تتميز بقدر كبير من الجاذبية والحيوية في وتحريرها إخراجها وفي تنوع مصادرها وفي معايير اختيارها لموادها ، لكنها غالباً ما تتمتع بقدر أقل من الإحساس بالمسئولية الاجتماعية في معالجتها لقضايا الجريمة والإنحراف والأمن عموماً .
ج- وسيلة إعلام أمني تحاول أن تقيم نوعاً من التوازن بين المسئولية الاجتماعية في تناول المواضيع والأحداث والظواهر الأمنية وبين متطلبات فن التحرير الإعلامي وضرورة استخدام الأساليب والفنون القادرة على توصيل المادة الإعلامية الأمنية للجمهور بهدف التأثير فيه ودفعه للمشاركة والقيام بدور فاعل في تحقيق الأمن .
6/ مصادر الإعلام الأمني :-
تتوفر التغطية الإعلامية في المجال الأمني من المصادر التالية :-
المصادر الرسمية :-
تعتبر المصادر الرئيسية للإعلام الأمني وفي بعض الأحيان ربما تكون المصادر الوحيدة وتتمتع بدرجة عالية من المصداقية والثقة والمسئولية ولكنها في المقابل تخضع لقوانين وأنظمة عمل تجعلها في كثير من الأحيان متحفظة ومتكتمة وربما غير متعاونة وذلك لاعتبارات تتعلق بطبيعة الحدث الأمني ، الأمر الذي يؤدي غالباً إلى سوء فهم وإلى وجود علاقة غير ودية بين الاجهزة الأمنية من جهة وبين الأجهزة الإعلامية من جهة أخرى .
ب- المصادر الخاصة :-
نعني بها الأشخاص أو المؤسسات الخاصة أو الأهلية المعنية بالحدث الأمني أو المتورطة في قضية أمنية ، ويجب الحذر الشديد بخصوص المعلومات التي تقدمها هذه المصادر إذ غالباً ما تتحكم مصالح هذه المصادر بنوعية المعلومات والأراء والوقائع والتحليلات التي تقدمها .
ج- الخبراء والمختصون :-
تتطلب طبيعة وشمولية الموضوع الأمني الاستعانة بخبراء ومختصين في مجال الموضوع الأمني الذي تتم معالجته أو تغطيته .
7- جمهور الإعلام الأمني :-
يتميز بالسمات التالية :-
واسع ومتنوع وغير متجانس سواء من حيث السن أو الجنس أو المستوى التعليمي والثقافي أو مكان الإقامة أو درجة الاهتمام والتركيز
يبحث عن إشباع حاجات ذات طابع غريزي إنفعالي استثارتها جاذبية الموضوع الأمني .
تصل الإنتقائية في التعامل إلى ذروتها مع المادة الإعلامية الأمنية
تتميز جماهير الإعلام الأمني بأنها ملولة وتبحث دائماً عن مواد جديدة وأساليب معالجة متطورة وطرق تقديم غير معروفة من قبل
تتميز بنظرتها غير الجادة للمادة الإعلامية الأمنية ودافعها الرئيسي للتعرض لهذه المادة ( الصحفية أو التلفزيوينة أو الإذاعية ) هو الترفيه والتسلية وليس المعرفة الشاملة أو الفهم العميق للحدث الأمني .
8/ الكادر الإعلامي الأمني :-
نسبة إلى انتهاء عصر الإعلام العام بسبب عجزه عن مواكبة الحياة الأمنية وتأمين مستلزماتها وإشباع حاجاتها في ظل وجود جمهور نوعي يتمتع بمستوى مرتفع نسبياً من التعليم والثقافة وبدرجة عالية من الاهتمام ، ظهرت الحاجة الماسة إلى وجود كادر إعلامي أمني مؤهل ومختص ليعمل في المجال الأمني المتخصص وإنجاز مهامه ووظائفه .
لذا من الضرورة والأهمية أن يشتمل تأهيل الكادر الإعلامي الأمني على :-
1- تأهيل إعلامي يمكنه من امتلاك المتطلبات الإعلامية المهنية وذلك من خلال الدراسة الإعلامية الأكاديمية المتخصصة .
2- تأهيل أمني في مجال محدد من المهارات الأمنية المتخصصة .
ولتحقيق هذا النوع من التأهيل يمكن اتباع أحد الأسلوبين التاليين :-
أ- أسلوب إعلامي - متخصص :-
وهذا يتطلب انتقاء خريجين من أقسام الإعلام بالجامعات مهتمين بمجالات أمنية معينة وتدريسهم لمدة عام أو عامين هذا المجال الأمني في المعاهد والكليات المتخصصة بتدريس هذا المجال .
ب- أسلوب مختص – إعلامي :-
وهذا يتطلب انتقاء خريجين من أقسام تخصصية مختلفة لديهم هواية وموهبة إعلامية ويريدون العمل في مجال الإعلام وهؤلاء يتم تدريسهم لمدة عام أو عامين في كليات ومعاهد إعلامية متخصصة .
وبذلك نستطيع الحصول على كادر إعلامي أمني يمتلك مهارات إعلامية ويقف على أرض إعلامية صلبة وفي نفس الوقت يمتلك معرفة علمية عميقة وشاملة بالمجال الأمني الذي يريد العمل فيه .