التخطـــــيط الإستراتيـــــجــي ســمـــة ممـــيـــزة للمجـــتمعات المتحضرة تضـــع للناس غايــات سـامية ولــبلوغــها وتحقيـــقها أهداف بعيـــدة تتمثل في الغايات العظمي التى تنشـــــدها تلــك المجتــمـــعات كــافــــــة للـــوصـــــول اليـــهــا وترســــم لهـــا الطريق لبلوغها وتـــحدد خــط تفاعلــها مع عالمها وبيئتها.
أن جوهــر الفــــكر الإستـــراتيـــجي والحلـــول الإستراتيجية هو القدرة على إنتــاج المستقبــل التاريخي المختار وليس المستقبل الذى يفرضه الغير أو تملية المصادفات العمـــياء أو تتــطلب المضاعفات العارضه .
وهــو ينــطوي علي معــانى الرؤيــة التنبؤيــة للمستقبل.
هذه الأستراتيجية تختلف عبرالبرامج والخطط التى تسبقها من حيث هي:
اولاً: خطة أصيلة كبرى لتصحير طاقات المجتمع المبدعة كلها والإعتماد على الذات .
ثانياً:حركة المجتمع الواسع للتخطيط لنفسه ونسبة حركة الدولة وأجهزتها .
ثالثاً:تهتم لأول مرة بالإنسان بكل ابعاده كمحور إنساني تدور حوله الخطط والبرامج .
رابعاً: حددت أهداف كمية ونوعية واضحه أنبنى عليها التخطيط ورسمت إطار زمنياً معلوماً يتم فيه الإنجاز .
خامساً:تمتاز عن غيرها من الخطط بإتساق برامجها وخططها في القطاعات المختلفة وفق منظومة جامعة واحدة موحدة تربط الإصول الحاضر والمستقبل.
ولما كان التخطيط الإستراتيجي لاينطلق من فــراغ بـــل علي فلسفة ورؤية واضــحة فقد إستهدت الدولة في ذلـك بمؤتــمر الســــلام والمؤتمرالإقتصــادي والمؤتــمر الإجتــماعي وثــورة التــعليم ومــا خـطــــط فى مجـــال العـــلاقــــات الخارجيــــة والإعـلام والتـقانة والخـدمات وقضايا المــرأة
والطــفولـة والشــباب والرياضــة والنــازحــين والعــدل والإصــلاح القانوني والنظام السياسـي الجديد وتأسيساً علي هذا وإعتماداً عليه حددت هذه الإستراتيجية الغــاية القـوميـة والإهــداف القومية على الوجه التالي:
الغاية القومية:
أن الغاية القومية التي تسعي الدولة لتحقيقها هي تأسيس نهضــة حضـــارية شاملة تُمــكن السودان من تحقيق ذاتيته وإشاعة الحريــات لأهله والإرتقاء بحياتهم وتحقيق المنعه التى تصون الوجود والقيم .
وتقوم هذه الغاية علي المرتكزات الآتية :
القيم الفاضلة: ويقصد بها المعتقدات القومية الراسخة فى الدين والعقيدة والأعراف الحميـــدة والخـــلق القويــم والتراث القومي والثقافة الوطنية.
العزة: ويقصد بها الحرية بمعناها الشـــامل بما يـــحرر الإرادة الــوطــنية ويحــقق كرامــة الوطــن والمـــواطن.
الحرية : ويقصد بها الحرية بمعناها الشامل بما يحرر الإرادة الوطنية ويحقق كرامة الوطن والمواطن.
الرفاه: ويقصد به تحقيق مستوى متقدم من الحيــــاة الطيــبة للمواطنين يؤكد حقوقهم الإنسانية والإجتماعية ويلى حاجاتهم الإنسانية ويرضى التطلعات العليا للأمة.
الأهداف القوميةأن الهدف المنشود هو تحقيق الأمن القومي الشامل وفق المرتكزات الآتية :
أهداف إجتماعية :-
أن يكون السودان خير مجتمعات العالم للناس ديناً وخلقاً وثقافة ومعاشاً وبيئه , وأن يكون المجتمع مستقلاً عن الســـلطة في معظم حاجاتــه وسابقاً عليها فى مبادراته .
ب- أهداف سياسية :-
أن يكمل السودان الإنتقال الي مرحلة الشرعية الدسـتورية وفـــق منهـــج شوري ديمقراطي ، ثوري وفعال ، وتحقيق السلام وتحقيق وحدة الوطن والمجتمع وتطبيق الحكم الإتحادي وإقامة النــظام السياســي الجديد.
ج- أهداف عسكرية وأمنية :
تطوير قدرات الدولة الدفاعية بما يُمكنها من حماية أمنها وتحقيق الطمآنينة وبسط العدل للمواطنين .
د- أهداف السياسة الخارجية :
أن يكون القرار السياسي أصيلاً متحرراً من الضغوط الخارجية وتكون القوى الدبلوماسية القدرة علي تنفيذ السياسات وخدمة مصالح البلاد وأن يكون السودان ذا فاعليه سياسية وعلاقات وحدوية وتكاملية فى كلا المحورين الأقليمي والدولي.
ه- أهداف إقتصادية :
تُمكن السودان من تطوير قدراته الإقتصادية بما يجعله في طليعة دول العالم النامي.
و- أهداف علمية وتقنية :
يمتلك السودان المقدرات الأساسية في مجال التقانة والعلوم والتأهيل والتدريب التى تمكنه من تحقيق الطفرة .
مكونات الإستراتيجية القومية الشاملة (1992-2002م)
جاء التصور النهائي للإستراتيجية القومية الشاملة فى اثنى عشر قطــاع يحتــوي كــل قطاع عدة إستراتيجيات تفصيلية كالآتي :
أ- إستراتيجية قطاع التنمية الإجتماعية:
استراتيجية الأخلاق والرقى الإجتماعي .
استراتيجية الرعاية الإجتماعية.
استراتيجية رعاية الطفولة .
استراتيجية الشباب.
استراتيجية المرأة .
استراتيجية التكافل.
استراتيجية العمل الطوعي والخدمي.
8. استراتيجية التنمية الصحية.
9. استراتيجية التعليم العام .
10. استراتيجية التعليم العالي.
11. استراتيجية التخطيط العمراني والإسكان.
12. استراتيجية تنمية السياحة.
13. استراتيجية الرياضة .
14. استراتيجية البيئة.
ب- إستراتيجية قطاع تنمية الموارد البشرية:
استراتيجية السكان.
استراتيجية الخدمة العامة.
استراتيجية التدريب.
استراتيجية الإحصاء.
استراتيجية قطاع الثقافة والإعلام :
استراتيجية الإحياء والإشعاع الثقافي.
استراتيجية الإعلام .
استراتيجية قطاع العلوم والتقانة تعتمد هذه الإستراتيجية علي ست وسائل للتنفيذ وهي:
وسيلة المعلومات.
الوسيلة البحثية.
الوسيلة المؤسسية.
الوسيلة البشرية.
الوسيلة التشريعية .
الوسيلة العادية .
أستراتيجية قطاع السياسة والنظام العدلي :
الحكم الإتحادي.
النظام السياسي.
العمل النقابي والفئوي .
النـــظام العدلي.
الســــــــــــــــلام.
استراتيجية قطاع الأمن والدفاع :
استراتيجية الأمن والدفاع.
استراتيجية الشــرطة .
الإستراتيجية الإقتصادية :
برنامج الأولويات والسياسات.
السياسات المالية والإقتصادية .
الإستثمار.
التمويل.
التجارة.
التأمين .
استراتيجية قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والموارد الطبيعية :
استراتيجية الري والموارد المائية.
استراتيجية الزراعة المروية.
استراتيجية الزراعة المطرية .
استراتيجية الموارد الطبيعية.
استراتيجية الثروة الحيوانية والسمكية.
استراتيجية مياه الشرب.
استراتيجية الخرائط ومعلومات الأرض :
توفير الخرائط الطبوغرافية والأرضية .
توفير خرائط للإستثمار والبحث العلمي.
توفير الخرائط الجيولوجية .
إقامة مركز قومي للخرائط.
استراتيجية قطاع الصناعة والطاقة والتعدين:
استراتيجية الصناعة.
استراتيجية الطاقة.
استراتيجية التعدين.
استراتيجية قطاع النقل والمواصلات والإتصالات والتخزين:
7. النقل الجوي والموانئ الحيوية.
8. النقل العام.
9. شبكة أنابيب البترول .
10. التخزين.
11. البريد والإتصالات السلكية واللاسلكية.
السكة حديد.
النفل البري.
الطرق والكباري.
النقل النهري.
النقل البحري.
الموانئ البحرية .
استراتيجية قطاع العلاقات الخارجية :
تدعيم وزارة الخارجية.
تدعيم السلك الدبلوماسي.
الدبلوماسية الشعبية .
الإعلام والعلاقات العامة .
ملخص تقيم الاستراتيجية القومية الشاملة (1992-2002م)
ماتم تحقيقه من انجازات واضحة في مجالات الترابط الاجتماعي والتعليم والصحة والمياه والطرق و الإتصالات والطاقة والتصنيع والقطاع الزراعي والحيواني وفي القطاعات الامنية والخدمية لاتخطئه العين المجردة والذي تم في ظل أداء اقتصادي تميز بالنظرة الكلية المستقبلية.
إن الإستراتيجية قد لازمتها بعض العثرات والتي تمثلت في ضمور نسبة الأداءفي بعض قطاعاتها الا ان ذلك امر طبيعي. وقد تكون احدى اسباب التعثر هو الطموح الزائد والرغبة في تجسير الفجوة عند صياغة الاهداف الكمية للاستراتيجية وما لازم إنفاذها في ضمور في الاهداف ومتغيرات ناتجه عند حرب الجنوب والاستهداف الخارجي آليات التنفيذ والمتابعة لكونها اول تجربة حقيقية في صياغة استرتيجية عشرية.
وبالرغم من ذلك فأن ماتم انجازه بكل ما آحاط الاستراتيجية من عقبات يعد نقله كبيرة في العطاء والهمة ونكران الذات والذي سيمهد لاستراتيجية قادمة تسخر لها الهمم وتوفر لها الأمكانات لتحقيق المزيد في كل ساحات العمل .
ونركز هنا على الجانب السيادي باعتباره الركيزة الحقيقة للتنمية , حيث لا تنمية الا في ظل السلام والأمن وقد ظهر ذلك في الاتي:
أ. القوات المسلحة :
اهتمت الاستراتيجية بالنظام الامني تخطيطا وتسليحا وتدريبا بالاضافة الى ادخال البعد الشعبي في فلسفة الامن بقيام الدفاع الشعبي وتنشيط الخدمة الوطنية.
الإهتمام بالتصنيع الحربي لتأمين إحتياجات البلاد من المهمات العسكرية.
3.تأهيل المستشفيات بالسلاح الطبي وتزويده بأحدث الأجهزة علي المستوي الولائي والإتحادي.
4. إنشاء مصانع أدوية خاصه بالقوات المسلحة.
5.توفير الحماية والتأمين الإجتماعي لأفراد قوات الشعب المسلحة عبر شركات التأمين الإجتماعي.
ب- الأمن الخارجي:
تسوية العديد من الخلافات مع دول الجوار وتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة والدول الغربية والدول الأفريقية كاثيوبيا وارتريا ويوغندا دفعاً لتطوير العلاقات مع السودان .
كشف النشاط الخارجي للمعارضة وحركة التمرد منعاً للإختراق الأجنبي.
3.الترويج للإستثمار بالتنسيق مع الأجهزه المعنية وذلك بتوفير المعلومات عن الشركات التي تسعي للإستثمار في السودان
4.أهتم الجهاز بالتقنية والمعلومات في مجال داول وحفظ المعلومات وإنشاء شبكة معلومات فنية.
5.أحكام التنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخري.
ج. قوات الشرطة :
مراجعة القوانين واللوائح والبناء التنظيمي علي ضوء مستجدات الدستور .
مراجعة قانون الأجراءات الجنائية والتصدي لظاهرة الإرهاب وتأمين المنشأت.
قيام جامعة الرباط الوطني.
مراجعة مناهج التدريب وتأهيل المؤسسات التدريبية.
الأهتمام بالأنشطة المختلفة المتعلقة بالتدريب والتاهيل والتوسع فىي مجال السجون والدفاع المدني والجمارك والحياة البرية.
إدخال البعد الشعبي في العملية الأمنية وقيام الشرطة الشعبية.
ترسيم الحدود مع تشاد وافربقيا الوسطي.
تمت الإتفاقيات علي عودة اللاجئين الاثيوبيين والارتريين واليوغنديين والكنغوليين لبلادهم.
مع كل هذه الإنجازات ألا أن الإستراتيجية إفتقدت بعض الجوانب المهمة وهي:
انها لم تُقيم الوضع الراهن في ذلك الحين لمعرفة مصادر القوة والضعف والفرص المتاحة والمهددات.
لم تخرج برؤية.
لم تعد رسالة.
انها جاءت فى معظمها وصفية وليست كمية يمكن قياسها.
تنزل الي برامج عمل حيث كانت راسية ولم تنبع من الأرض.
لم يكن هنالك جسم للمتابعة بل لجنة.
7. تم تقسيم الخطة الي اربعة مراحل سنة اساس ثم ثلاث فترات لكل ثلاث سنوات.
8. لم يكن هنالك إجتماع سنوي للتقييم.
9. لم توضع ميزانيات سنوية للتنفيذ بل متطلبات.