السودان يحظي بثروة حيوانية كبيرة ووفرة في الموارد الطبيعية، من أراضى ومياه وأعلاف يعول عليه كثيراً في سد فجوة غذاء العالم العربي من السلع الغذائية بما فيها اللحوم والألبان. إن أهم ما يميز الثروة الحيوانية عن الزراعة كنشاط اقتصادي ارتكازها على القطاع الخاص في كل أنشطتها وقلة مدخلاتها إذا ما قورنت بالمدخلات الزراعية وأن جل مدخلاتها متوفرة محلياً. إن قطاع الثروة الحيوانية بشهادة الكثير من الخبراء كان أكثر استجابة وتفاعلاً مع سياسة تحرير الأسعار واقتصاديات السوق التي أعلنت عام 1992م وأصبح عائد الاستثمار في مجال الثروة الحيوانية المختلفة مشجعاً للمستثمرين.
و يتمتع قطاع الثروة الحيوانية بإمكانيات هائلة للتنمية أهمها:
كبر الثروة الحيوانية وتعدد أنواعها وفصائلها وعروقها.
وجود قاعدة كبيرة من المنتجين ذات مهارات عالية في تربية ورعاية الماشية.
توفير موارد زراعية متعددة وحسن استغلالها.
توفير إمكانية تكامل الإنتاج الحيواني النباتي على مساحات واسعة في القطاعين المروي والمطري.
وجود أنماط متعددة للإنتاج الحيواني.
قرب أسواق محلية وإقليمية رائجة.
الحماس للثروة الحيوانية في كل المستويات ووجود أعداد كبيرة من الكوادر المؤهلة.
هدفت الاستراتيجية إلى إحداث نهضة في هذا القطاع بتحويله إلى قطاع يعمل بكفاءة عالية في استخدام الموارد وقادر على تحمل الصدمات والإدارة الرشيدة والمستدامة للموارد الرعوية مع تحقيق النمو المستدام في فرص العمل ودخول صغار المنتجين في القطاعين المطري والمروي وإحداث نظام تسويقي فعال للثروة الحيوانية وتحســين نوعية القطيع القومي من الماشية ومكافحة الأوبئة والأمراض المعدية.
يشير الإحصاء الحيواني للعام 2005 إلى توفر 40.4 مليون رأس من الأبقار و 49.7 مليون رأس من الأغنام و42.5 مليون رأس من الماعز و3.9 مليون رأس من الإبل و4 مليون رأس من الفصيلة الخيلية. وهذه الأرقام تعكس بوضوح التطور الكبير في تعداد الثروة الحيوانية. ام من حيث مساهمة هذا القطاع فى الناتج المحلى الإجمالي، فقد نمت بصورة مطردة من حوالي 12% في عقد الثمانينات إلى حوالي 21% متوسط الفترة 2000 – 2006م.
أما بالنسبة للصادر فقد سجلت صادرات الثروة الحيوانية قفزات كبرى خلال التسعينيات بلغت صادرات الثروة الحيوانية مليون دولار متوسط الفترة 2000-2006م.
جدير بالذكر إن قيمة اللحوم الحمراء المستهلكة محلياً تعادل حوالي3003 مليون دولار سنوياً.
لم يتم حساب مساهمة قطاع الثروة الحيوانية في الجوانب الأخرى إلا إنها يشهد لها بدور كبير في توفير الطاقة للعمليات الزراعية المتمثلة في الحرث والجر والشيل بالإضافة إلى الروث كمواد عضوية لأغراض تخصيب الأرض الزراعية وبيئة المراعي " وقد بدأ تصديره مؤخراً"، وفوق ذلك دور الثروة الحيوانية في توفير العيش الكريم لحوالي 40% من المواطنين بصورة أو بآخري كما انه تعتبر وعاء للادخار يتم اللجوء إليه عند فشل الموسم الزراعي أو في حالات الجفاف هذا بالإضافة إلى أهميتها الاجتماعية.
إن أهم ما يميز الثروة الحيوانية عن الزراعة كنشاط اقتصادي ارتكازها على القطاع الخاص في كل أنشطتها وقلة مدخلاتها إذا ما قورنت بالمدخلات الزراعية وأن جل مدخلاتها متوفرة محلياً.